عدد الرسائل : 147 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 16/09/2008
موضوع: مغامرات الحب الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 9:26 pm
الحب مغامرة خطرة.. تضحيةبدون ضمانات عطاء دونعقود صبر بلا أجر... ودخوله دونشروط فالحب ليس له قاض لنحتكم إليه فلا إثبات ولا شهود ولا أحد يستطيع أن يقدر كممن الدمار يمكن أن يسببه فأمره لله لأنه الوحيدالقادر على حساباته العسيرة
رمت بنفسها على الأريكة بعد يوم شاقونظرت إلى الساعة التي قاربت الثانية عشرة ليلا وصوتنجاة الصغيرةينوح: ياحبيبي الحب عذاب وحبك حياتي... دوبني وليليشاب بدموعيوآهاتي...فخرجت منها آهة طويلة على زوجها الحبيب الخائن وخليلاتهاللواتي يصعب حصرهن... ثم تبعتها بحمد الله أنها الأغلى على قلبه فهو يدور ويدور ثميعود إلى أحضانها وهي التي أصبغ عليها شرف لقب الزوجة ويا له من شرف.ففرحتها في كلمرة يعود محملاً بالحب والشعور بالذنب تجاهها ليصب في أذنيها بعض معانينزار قباني(أشهد أن لا امرأة أتقنتاللعبة إلا أنت واحتملت حماقتي عشرة أعوامكما احتملت) تجعلها تشعر بسعادةلا توصف مختلطة بقلق صامت من الأمراض التناسلية لكنها سعادة تكفيها لمواصلة تحملحمقه.ثم بدأت أفكارها تتداعي... عن صديقاتها وعلاقات الحب الحلوة بعذابها... فقدحصلت على أخف أنواعه، فزوجها في جميع الأحوال كريم اليد، رقيق الطبع وليس عنيفاًكزوج صديقتها الذي هداه الله بعد سنين من معاملته لها كجهاز لتفريغ غضبه المفزعالذي يتصاعد من أقل حدث، فكم من ليال قضتها تبكي متألمة تصلي وتصلي ليهديه الله... فهي "يا حرام" متيمة بحبه... وبعد سنين استجاب الله لدعواتها الحارة فقد هدأ كثيراًبعد إصابته بالضغط والسكر وهما الآن يعيشان أجمل قصة حب بين ممرضة ومريض. أما أختهافزوجها مهمل لها عاطفيا ونفسيا والجميع مدرك أنها غير موجودة في أي مساحة من مساحاتعقله لكنها تصر على أنه سيأتي يوماً ولو بعد خمسين سنة ويقدر حبها وبذلها ويعودفاتحا ذراعيه باكيا ندماً على ما فرطه في هذا الحب... ولم يحالف الحظ غير صديقتهمالجميلة مدمنة الدلال (فثقلها) - مصطلح لا أعتقد أنه يوجد في أي ثقافة أخرى - المستمر هو صبغة العلاقة الأساسية فهي تتأكد يوميا من تعلقه بها بتلويعه بين الوصلوالهجر وبين الغيوم والوضوح والمسكين متوقف الإنتاج مشغول في كسب رضاها وودها هذه الصور العليلة أمثله شائعة لعلاقاتمرضية بمسمى الحب ولا أعرف لماذا هذا الشعور الجميل الذي يحلي المرقد قرن بالدموعوالأرق والآلام التي ربما يكون سببها الحقيقي القولون العصبي الذي قد يقصف عمرالحبيب، فجميعنا نعرف ملك العشق قيس ابن الملوح الذي عانى على الأغلب من حالة نفسيةمصحوبة بتعاطي مادة مهلوسة لينتهي به الأمر بالجنون، ومع تقدم علم النفس ومفاهيمديناميكية العلاقة بين الرجل المرأة فقد نقت الحب من هذه الشوائب إلا أنه مازال فيثقافتنا يحمل أسوأ الصفات، فمشاكل الحب لدينا لا يجب تحويلها لقاضي الغرام ولكنتحول القضية برمتها وأبطالها إلى معالج نفسي سيشرح لكليهما حقيقة المشكلة وطرقعلاجها وفي النهاية لا بد لنا من الاعتراف بكم أشجتنا إبداعات الشعرالعربي في الحب وكم صيغت جواهر لمشاعر محمومة أطربتنا لليال.