عدد الرسائل : 37 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 02/01/2009
موضوع: عقوبة قذف المحصنات الإثنين مارس 23, 2009 11:57 pm
معنوية وحسية ودينية .. عقوبة قذف المحصنات..!!!
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة النور: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) ******* بعد أن نفّر الحق سبحانه من جريمة الزنا أعظم تنفير، وأمر بمعاقبةمرتكبها بدون رأفة أو تساهل.. أتبع ذلك بتشريعات أخرى من شأنها أن تحمي أعراض الناس وأنفسهم من اعتداء المعتدين . فقال تعالى: “والذين يرمون المحصنات..”. وقوله تعالى: “يرمون” من الرمي والمراد به هنا: الشتم والقذف بفاحشة الزنا، أو ما يستلزمه كالطعن في النسب.
قال الإمام الرازي: وقد أجمع العلماء على أن المراد هنا: الرمي بالزنا.
والمراد بالمحصنات هنا: النساء العفيفات البعيدات عن كل ريبة وفاحشة وسميت المرأة العفيفة بذلك لأنها تمنع نفسها من كل سوء. قالوا: ويطلق الإحصان على المرأة والرجل، إذا توفرت فيهما صفات العفاف، والإسلام والحرية والزواج.
وإنما خص سبحانه النساء بالذكر هنا: لأن قذفهن أشنع والعار الذي يلحقهن بسبب ذلك أشد.
والمعنى أن الذين يرمون النساء العفيفات بالفاحشة ثم لم يأتوا بأربعة شهداء يشهدون لهم على صحة ما قذفونهن به. فاجلدوا أيها الحكام هؤلاء القاذفين ثمانين جلدة، عقابا لهم على ما تفوهوا به من سوء في حق هؤلاء المحصنات، ولا تقبلوا لهؤلاء القاذفين شهادة أبدا بسبب إلصاقهم التهم الكاذبة بمن هو بريء منها وأولئك هم الفاسقون. أي: الخارجون عن أحكام شريعة الله تعالى وعن آدابها السامية.
أن الله تعالى قد عاقب هؤلاء القاذفين للمحصنات بثلاث عقوبات: *أولاها: حسية: وتتمثل في جلدهم ثمانين جلدة، وهي عقوبة قريبة من عقوبة الزنا. *وثانيتها: معنوية: وتتمثل في عدم قبول شهاداتهم بأن تهدر أقوالهم، ويصيروا في المجتمع أشبه ما يكونون بالمنبوذين، الذين إذا قالوا لا يصدق الناس أقوالهم، وإن شهدوا لا تقبل شهادتهم لأنهم انسلخت عنهم صفة الثقة من الناس فيهم. *وثالثتها: دينية: وتتمثل في وصف الله تعالى لهم بالفسق. أي: الخروج عن طاعته سبحانه وعن آداب دينه وشريعته. ***** وما عاقب الله تعالى القاذفين في أعراض الناس بتلك العقوبات الرادعة، إلا لحكم من أهمها: حماية أعراض المسلمين من ألسنة السوء، وصيانتهم من كل ما يخدش كرامتهم، ويجرح عفافهم. وأقسى شيء على النفوس الحرة الشريفة الطاهرة أن تلصق بها التهم الباطلة.